أصبحت المسلسلات التي تتناول حقبات زمنية معنية تكثر بالآونة الاخيرة وهي محببة للجمهور العربي بشكل عام نظرا لما تحمله من حنين ولما تلعبه على احاسيسهم بالماضي الذي يشكل لهم محطة للهروب من الزمان والمكان.
ولعل أنجح ما قدمت الدراما العربية من مسلسلات الحقبة الزمنية الماضية هو مسلسل ليالي اوجيني للممثل ظافر العابدين والممثلة امينة خليل الذي يعرض حاليا خلال شهر رمضان المبارك، وهو واحد من المسلسلات التي تضع الدراما المصرية بالصدارة نظرا لما يحمله من اتقان وحسن اختيار للممثلين.
قصة إمرأة معنفة "امينة خليل" من طبقة ارستقراطية همها الوحيد ابنتها، قتلت زوجها رغماً عنها بعد أن بات يحمّلها فوق طاقتها وهرّب ابنتها منها الى باريس فهربت بدورها الى هناك لتبحث عنها، فتصادفها ظروف صعبة جدا لتنهار على الرصيف وتقع بين يدي مغنية مصرية تغني في كازينو ليالي اوجيني.
ظافر العابدين الذي حقق نجاحا باهرا العام الماضي في مسلسلي "حلاوة الدنيا" و"كراميل" يعود هذا العام بهذا العمل الرومنسي ايضا والمؤثر. هو طبيب ابتعد عن بلده منذ ثلاث سنوات، وسكن في باريس متزوج من "كارمن بصيبص" المرأة اللبنانية وهي والدة ابنة شقيقه الذي قُتل.
هو رجل حزين يشعر بعدم وجود الحب تجاه زوجته التي تعمل على تقوية علاقتها بزوجها لكن من دون جدوى فالزواج هذا كانت الظروف قد اجبرتهم عليه وليس اختياريا. على طريق الصدفة يعمل على معالجة امينة، ويكتشف البعض من مأساتها ومن هنا ستنشأ بينهما قصة تكشفها الحلقات المقبلة.
كارمن بصيبص الممثلة المناسبة بالمكان المناسب، احسن المنتج اختيارها، ملامحها ،مثل البطلين، تليق بتلك الحقبة الزمنية التي يمثلون بها. جمال واسلوب هادئ عفوي وملامح بعيدة عن عمليات التجميل التي كانت نادرة في ذلك الوقت فعليا.
في العام 2018 يعيدنا هذا المسلسل الى زمن آخر بكل تفاصيله، يعيدنا الى الزمن الجميل البسيط الحقيقي يعيدنا الى الحنطور السفر عبر الباخرة وغيرها من التفاصيل التي تشكل نقاط قوته.
"ليالي أوجيني" يحلق خارج هذا الزمن بمكان آخر واتقان يشهد له.